• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

نشيد "الفراشات" للثالث الابتدائي: تنمية التفكير والمهارات الصوتية وبعض إستراتيجيات الفهم القرائي

نشيد الفراشات للثالث الابتدائي: تنمية التفكير والمهارات الصوتية وبعض إستراتيجيات الفهم القرائي
فريد البيدق


تاريخ الإضافة: 1/3/2016 ميلادي - 22/5/1437 هجري

الزيارات: 54140

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نشيد "الفراشات" للثالث الابتدائي

تنمية التفكير والمهارات الصوتية وبعض إستراتيجيات الفهم القرائي

 

(1)

إنَّ موضوعات اللغة العربية تتفاوت في عمقها وثرائها وإثرائها.

 

كيف؟

هناك بعض الموضوعات لا تتيح لك أن تَتجاوز كلماتها وجمَلها، وهناك موضوعات أخرى تَسمح لك بالغَوص على اللآلئ في مجالاتٍ شتَّى مهما كان حجمها.

 

ومن هذا النَّوع الأخير نشيد "الفراشات"؛ للشاعر أحمد معروف شلبي، المقرَّر على الثالث الابتدائي.

ماذا يقول النشيد؟

 

يقول:

النشيد

إحصاءاته

الفرَاشَاتُ الرَّقِيقَهْ

 

بَيْنَ أَزْهَارِ الْحَدِيقَهْ

5 كلمات كلها أسماء.

تَنْشَقُ الْعِطْرَ وتَعْدُو

 

بِجَنَاحَاتٍ رَقِيقَهْ

5 كلمات: فعلان، وثلاثة أسماء، وحرف يُعَدُّ كلمةً صرفًا، ولا يُعَدُّ كلمة إملاءً؛ فلا يُعَدُّ.

إنَّهَا شَيْءٌ صَغِيرٌ

 

وَلَهَا عُمْرٌ قَصِيرُ

6 كلمات كلها أسماء.

مَا لَهَا لِلْعَيْنِ تَبْدُو

 

لَحْظَةً ثُمَّ تَطِيرُ

7 كلمات: أربعة أسماء، وفعلان، وحرف صرفًا وإملاء يعد، وحرفان صرفيان وليسا إملائيين؛ فلا يعدان.

سَاعَةً عَنِّي تَغِيبُ

 

سَاعَةً أُخْرَى تَؤُوبُ

6 كلمات: ثلاثة أسماء، وفعلان، وحرف يعد، واسم لا يعد هو ياء ضمير المتكلم.

هَكَذَا قُرْبٌ وَبُعْدٌ

 

ثُمَّ في نُورٍ تَذوبُ

7 كلمات: ثلاثة أسماء، وفعل، وحرفان يعدان، وكلمة إملائية واحدة تتكون من حرفين صرفيين واسم إشارة.

 

36 كلمة

 

أهذا النَّشيد الصغير اليسير الذي لا يجاوز ستًّا وثلاثين كلمة بالمكرَّر يُعلِّم "تنمية التفكير والمهارات الصوتية وبعض إستراتيجيات الفهم القرائي"؟

نعم.

 

كيف؟

إنَّه يقبل التوظيف اللغوي والصوتي والقرائي بما يتيحُه من إمكانات، وما يَفتحه من آفاق.

ما هذه الإمكانات؟ وما هذه الآفاق؟

هيا بنا إلى رحلة استكشاف ذلك!

 

(2)

نبدأ الرِّحلةَ بالأصوات، ونختار منها "الكلمات متشابهة الوزن والقافية"، و"الكلمات متشابهة الوزن"، فماذا سنجد؟

 

سنجد في المتشابهة الوزن والقافية الأزواجَ الستَّة الآتية التي تتنوَّع ما بين الاسم والفعل: (الرَقِيقَة والْحَدِيقَة، وصَغِير وقَصِير، وتَؤُوبُ وتذَوبُ، وتَعْدُو وتَبْدُو، وفراشات وجَنَاحَات، ونور وعمْر)، وسنجد في المتشابهة الوزن الأزواجَ الثلاثة الآتية التي تتنوَّع ما بين الاسم والفعل: (تَطِيرُ وتَغِيبُ، وقُرْبٌ وبُعْدٌ، وشَيءٌ وعَيْن).


أي: تبلغ الكلمات التي ترتبط بعلاقة الوزن وعلاقة الوزن والقافية ثماني عشرة كلمة من ستٍّ وثلاثين كلمة؛ أي: خمسين في المائة (50 %) من الكلمات، وهذا ثراء على الرغم من يُسر الكلمات وسهولتِها، وهذا الارتباط يَصنع الموسيقا الداخليَّة، ويقرِّب الكلمات من الذَّاكرة طويلة المدى؛ أي: الدَّائمة.

 

(3)

فإن غادَرنا الصوتيَّات ودلفنا إلى المفردات، وجدنا أكثرَ من إستراتيجية.

مثل ماذا؟

مثل: الذِّراع الأفقي من إستراتيجية "خريطة الكلمة".

ما هو الذِّراع الأفقي؟

إنَّه الذراع الذي يقرِّر علاقتي التضاد والترادف.

 

ماذا سنجد فيه؟

سنجد على مِحور التضادِّ السياقي والتضاد الحقيقي بين الزوجين الآتيين: (تَغِيبُ وتَبْدُو، وتَغِيبُ وتَؤُوبُ، لحظة وساعة)، ثمَّ سنجد الترادفَ السياقي بين الزوجين الآتيين: (تعدو وتطير، وتَغِيبُ وتَذوبُ)؛ ويبلغ عدَد كلمات هذا المحور ثمان (8) كلمات؛ أي: بنِسبة خمس وعشرين في المائة (25 %) من كلمات النَّشيد البالغة ستًّا وثلاثين (36) كلمة كما ذُكر آنفًا.

 

فإن تركنا ذراعَ إستراتيجية "خريطة الكلمة" الأفقي، ويمَّمنا صَوْب إستراتيجية "الصفة المضافة"، وجدناها وافرة.

 

كيف؟

إنْ تأمَّلنا النشيدَ بعض تأمُّلٍ، وجدنا هذه التراكيب الوصفيَّة التي سنقتَصر فيها على النعت المفرد الحقيقي، ولن نتجاوَزه إلى النَّعت الجملة ولا شبه الجملة، فإنَّنا سنجِد الأزواجَ الآتية: (الفرَاشَاتُ الرَّقِيقَه، وجَنَاحَاتٍ رَقِيقَهْ، وشَيءٌ صَغِيرٌ، وعُمْرٌ قَصِير، وسَاعَة أخْرَى).

 

فإن قصَدنا إستراتيجية "المثال واللامثال" التي كتبتُ عنها قبلُ مقالي: "وهم الأدلة الإرشادية في إستراتيجية المثال واللامثال"، و"فلسفة إستراتيجية (المثال واللامثال).. توضحها قابليتها لأن تكون وعاء لإستراتيجيات القرائية ومسائلها" - وجدنا النشيد كلَّه مثالًا لشيء صغير، ولا مثالًا لشيء كبير.

 

(4)

فإن يمَّمنا صوْبَ الفهم القرائي الذي ينمِّي الفهمَ والتفكير، وجدنا المجالَ فسيحًا قبالة إستراتيجية "الأسئلة غير المباشرة"، التي تَشمل محاورَ إستراتيجية "جدول الأسئلة" بمستوياته الستَّة التي وضعها بلوم التي هي صعودًا: (المعرفة أو الحفظ - الفهم - التطبيق - التحليل - التركيب - النَّقد أو الحكم أو الإبداع)، والتي تحضُّ المعلِّمَ على أن يفكِّر فيما بين السطور وما وراء السطور.

 

كيف؟

هاك بعض نَماذج هذا النَّوع من الأسئلة التي توجد إجابته في النشيد نفسه:

س1: لمَ كانت الجناحات رقيقة؟

ج1: لأنَّ الفراشات رقيقة؛ فكلُّ ما فيها رقيق.

س2: أين كان الشَّاعر عندما قال هذا النشيد؟

ج2: كان بين أزهار الحديقة.

 

ما الدليل؟

الدليل قوله:

سَاعَةً عَنِّي تَغِيبُ ♦♦♦ سَاعَةً أخْرَى تَؤُوبُ

 

أي: إنَّه كان يراها، ويصفها.

س3: لِم تكمن الفراشاتُ بين أزهار الحديقة؟

ج3: لأنَّها تَنشَق العِطرَ، والعِطرُ في الأزهار.

س4: ما القرب والبعد المشار إليهما في قوله: هَكَذَا قُرْبٌ وَبُعْدٌ؟

ج4: إنَّهما الموضحان في البيت السابق بالغياب والإياب:

سَاعَةً عَنِّي تَغِيبُ ♦♦♦ سَاعَةً أخْرَى تَؤُوبُ

 

س5: ما العين المقصودة في قوله:

"مَا لَهَا لِلْعَيْن تَبْدُو ♦♦♦ لَحْظَةً ثُمَّ تَطِيرُ"؟

 

ج5: إنها عين الشاعر.

وما الدليل على أنها عين الشاعر؟

الدليل هو البيت الآتي الذي يقول فيه الشاعر:

سَاعَةً عَنِّي تَغِيبُ ♦♦♦ سَاعَةً أخْرَى تَؤُوبُ

 

س6: ما المراد بـ "شيء" في قول الشاعر:

إنَّهَا شَيءٌ صَغِيرٌ ♦♦♦ وَلَهَا عُمْرٌ قَصِيرُ

 

ج7: المراد "حشرة".

 

(5)

وتسلمنا إستراتيجية "الأسئلة غير المباشرة" هذه إلى إستراتيجية "المراقبة الذاتيَّة"، التي هي "التوقُّع من خلال النص، أو التوقُّع من خلال الموضوع".

 

كيف؟

إنَّ كل سؤال يَصلح لأن يكون محطَّة وقوفٍ ليسأل القارئ نفسَه السؤالَ المعنيَّ، ثمَّ يخمن إجابة، ثمَّ ينطلق في قراءته ليعرف أكان توقُّعه صحيحًا أم لا؛ كما وضحتُ آنفًا.

 

وتفسير هذا هو إستراتيجية "أعرف - أريد أن أعرف - تعلَّمتُ" التي تَنطلق من معلوم القارئ، ثمَّ في رغبته المتجدِّدة في المعرفة على وَفق فهمه الموضوع مرحلةً مرحلة، ثمَّ ما دخل بِنْيَتَه المعرفيَّة وتكامَل معها مِن تعلُّم في نهاية المطاف.

 

(6)

وهذا المقال هو الصورة التطبيقية لمقالي التنظيري: "موت بعض الإستراتيجيات غير الموظَّفة في متون موضوعات كتاب التلميذ"، الذي وضَّحتُ فيه أنَّ إغفال توظيف إستراتيجيات القرائيَّة ومسائلها في متن موضوعات كتاب التلميذ شيءٌ سلبيٌّ غير إيجابي، وهنا عرَضتُ نموذجًا لأثر هذا التوظيف الإيجابي؛ حتى تَكتمل الرؤيةُ النَّظرية بالتطبيق؛ لعلَّهما معًا يتركان أثرًا ما.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- تحية وتقدير
أحمد شلبي - مصر 09-01-2017 07:57 PM

الفاضل الأستاذ / فريد البيدق :
تحية إعزاز وتقدير لتحليلكم العلمي الأكثر من الرائع ولهذه الدراسة التطبيقية النادرة والتي فوجئت بها على الشبكة ، إنني - صاحب النص - أرى أن النص تم إبداعه بقلمك وبقراءتك المنتجة المذهلة ، تقبل تحياتي وآمل أن نكون على تواصل .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة